موقع مدونة أمتي فلسطين
احمد طه 
في حرق كتاب الله ـ جل جلاله ـ في الدول الغربية، ليس لها لوازم ومقتضيات ” حرية التعبير ” ـ كما يزعمون! وإنما سببها لوازم ومقتضيات ” الذلة والضعف والتفكك ” الذي عليه الأمة الإسلامية! والضعف يُغري بالعدوان بشكل عام، فما بالنا بمن تنبض قلوبهم بالغل والحسد والكراهية للإسلام والمسلمين؟!

ولو أن المسلمين يكونون اجتماعيين سياسياً راشداً، لما تناولوا أن يفكروا في كيفية الرد على مثل هذه الأمور: هل يقطعون العلاقات، هل يمنعون بالمقاطعة والحرب الاقتصادية، هل يمنعون بالمعاملة بالمثل… إلخ من الخيارات، لا تستهدف لكل ذلك؛ لأنه لو أن لهم كائناً اجتماعياً بريطانياً راشداً، له “قوة وسيادة” لما كان يجرؤ أحد كائناً من كان على فعل ذلك؛ لسبب سيخشون رد الفعل، مهم كانت حرية تعبيرهم يسمح لهم بذلك، بل على العكس سنجدهم يخطبون ود “دولة الإسلام” ويأدبون معهم، ذلك أن الأعضاء المعرفين بالفطرة لا يعرفون كيف يؤكد مع الأقوياء!

ولكن لما ضُربت علينا “الذلة والمسكنة” بما في ذلك شمولتنا؛ ليصل إلى هذه الحالة من الهوان. إن حادث تسجيل كتاب الله ـ جل جلاله ـ هي إحدى علامات أمراضنا نحن، ولا نُبرأ المجرمين دولاً وحكومات وشعوباً وأفراداً، ونطالب بأخذهم بالشدة بقدر الوسع، ولكن لا يوجد منكم من يريد؟!

ومن أهم أسباب ضعف و تمزق العرق (الفكرية)  هو: “الفكر العلماني القومي” الذي ضرب الأمة بعد سقوط “الدولة العثمانية” وإن كان له تجليات سابقة ـ كانت تحت سيطرة ـ ولكن لما غرس المعاناة هذا الفكر المادي الإلحادي في العالم الإسلامي.. وتفككت وحدته : السياسية، والجغرافية، والفكرية.. أصبحت ” أمة واحدة “.

ومن أهم أسباب ضعف و تمزق المسلمين (السياسية)  هو: تسلط أئمة النفاق والخيانة على حكم الأمة المسلمة، والعمل على إبرازها، وتبديد وسرقة ثرواتها، وقهر شعوبها وأبنائها، ونشر المفاسد والأفكار الهدامة فيها، وأغلق كل طريق للإصلاح والرشد.. ووجود وتسلط “العدو اليهودي” “في قلب الأمة الإسلامية، وهو مركز الفساد في الأرض، منظمة المحاربة للإسلام والمسلمين، والقاعدة للتكوين العسكري الإخباري الذي يعتبر الأمة المسلمة، مع شبكة عملائها في بلادنا، والذي يصل إلى رأس الحكم في بلادنا.

***

يجب ألا يهمنا مسألة ” ازدواجية التي تريد ” فنروح نفضح الغرب! ونُحرجه بأن لديه ازدواجية في ما يشبه خجله من ذلك! أو طرحنا عدم حسن الظن بهذه الدرجة، القوى الساجية يجب أن يرفع عنها عقل المقاومة! ولا يغرّنهم دجل الغرب.. ولام أن أعيشوا بعيون “قرآنية” إلى واقعهم، ولا يعذبون بعيون “غربية” إلى “الغرب” وهذا أول طريق الهزيمة.

لقد قال الأمين العام لحلف الناتو، في يوم “العار” لقوم وطن.. إننا ندافع عن رايتكم، وعن حريتكم، إلا وجود دولة مسلمة كبرى في هذا الحلف ـ تركيا ـ وحُرّق كتاب الله أمام سفارتها وفي دول الحلف.. بينما لم يتكلم أحد من التحالف من أجل حرية مقدسات المسلمين.

وإنه الدخول في هذا الحلف ـ من الدول الإسلامية ـ لا شك إثم عظيم، وجرم كبير لم يأمر به الله ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم، بل نهى أقوى النهي، حتى وصل إلى “مضاهاة” أفعال الذين كفروا! والحسابات والتوازنات الاقتصادية إنما يكون محددها الأول هو: “مصلح الإسلام”، ثم المعاصرة العامة المسلمة دون إثم أو العدوان.

***

إننا لا نفضل اليوم أن نفعل شيئًا بهذا الحضور، ولا غيرها، بما فيها العدوان الذي يحرق العالم والعباد وبيوت الله ـ في حين بلغ عدد المسلمين في العالم حوالي 2 مليار مسلم ـ وذلك بفضل ضعفاء على كل نفع:

ـ ضعفاء من ناحية العقيدة والسلوك الإيمان الصحيح، والفكر والواقع اليمن الراشد.

ـ وضعفاء من ناحية الداء الاجتماعي، نحن في حالة التشظي والتفتت.

ـ وضعفاء من ناحية القوة القتالية والعلمية والتقنية.

ـ وضعفاء من الناحية الاقتصادية.

بالرغم من أننا نملك “كل” قوى القوة: الإيمانية، الاجتماعية، السياسية، والصحة. ولكن هناك أهوالاً وحواجز تحول بيننا وبينها، وعلى رأسها القوة الأمنية ـ من بني جلدتنا ـ التي تأسر الأمة وتستعبدها، وتفسد عليها كل محاولة للنهوض والتحرر من الأسر؛ لتستردها وإيمانها وعافيتها. بينما هي حامي للطغاة والفساد، وأعوان يهود!

إننا حتى لا نستفيد “المقاطعة الاقتصادية” لأن كثيرا من دولنا يمد يده للغرب يتسول بعض أمواله، رغم الوفرة المتنوعة، والثروات المتفجرة في موارد العالم الإسلامي، لكن اللصوص وأصابات المافيا الحاكمة.. تستذل الأمة بهذا السوء، فالغرب يدفع المعونات لهذه الأمة المستفيدة! ولا أستطيع أن أتجاوز من يدفع لك، ويمن، ويتفوق عليك! وقد عادت لسببها إلى الرغبة في الفسدة والغاية، وقلة الحاجة إلى بعض النصائح المساعدة؛ ليظهر الغرب المتحضر، المتفوق، الأخلاقي!

وإننا نبارك كل شجب، وتنديد، ورد فعل يقوم به أفراد من المسلمين هنا وعلى ضعفه! ولا يظن خيراً بكومات البلدان الإسلامية، والتي هي أول من يحارب “كتاب الله” وإن تبدو أنها تحترمه وتقدسه! وإذا كانت هذه المرة ولكنها تدور مع “مصلحتها” حيث دارت، فهي غنية بالتنوع في السلطة، وتتمتع بالثروة لأن تموت، ولا يهمها كتاب إلا الله بالقدرة التي تصلحها، ولو لم تصلحها – بموازينها – في نبذ عن كتاب الله، ض الطرف أفعال الغرب جلم، لاقتحمته غير مترددة! كما تفعل جلّها الآن!

ومن المفارقات المخزية المحزنة أن محاولة التظاهر في محافظاتنا الإسلامية إنكاراً لحوادث حرق كتاب الله في البلدان الغربية تُقابله بعض الدولة في بلادنا بالاعتقال والتعذيب وربما القتل! بينما ولا يشمل كتاب المسلمين التظاهر في البلدان الغربية التي ينصح بحرق الله!

تكريما لشعبية – في الأمة المسلمة – قدر الوسع التغطية، حاول الطغاة والفساد في منع ذلك، ونظرا لأن من الكون حظر مثل هذه، فالتسافل والوحش والغيان والكفر ليس له حدود، ويجب مقاومته وإنكاره حتى لا يتم تحديد أكثر فأكثر، وهذا ما نملكه الآن.

كما يجب ـ بالأساس ـ أن نقاوم ونجتهد في كل أسباب ضعفنا (الفكري السياسي) كلما زاد الأمر على ذلك؛ ذلك أن هذا هو الطريق الذي يسهل علينا أن نحمل أمانة هذا الكتاب، ونرفع راية الله ـ سبحانه وتعالى ـ وندافع عن الدين وكتابه.

وهذا الكتاب هو سبب بقاء الأمة المسلمة، وكتاب الله محفوظ، ودينه خالد.. وأبدلة باقية ـ ونعم الله ـ فيا لشرف ومكانة من اصطفاهم الله لتبليغ رسالته، والدفاع عن كتابه، وإقامة شريعته، وتوحيد أمة الإسلام.

***